هروب
خبأ وجهه حين استجارت به .. مضي في طريقه .. طمس ظلها في قلبه .. تنهدت ذكرياته .. لماذا لم يلتفت لها .. نزع أحلامه طواعية .. سار معهم حتي نهاية النفق .. فلم يستطع الصراخ.
بركة السبع
صعد مع الريم في بركة السبع .. لم يشاهده أحد .. تسلق معتمداً علي عرق الشجر .. حين سقطت ثماره شاهده الجميع .. وكنت شاهداً علي تلك الأحزان.
حجر قديم
خرجت كلماته مهزومة .. لا شئ يساوي حبة عرق تتنفس في حجر قديم .. عندما يتلكَّأ المستقبل .. وتعانده أحلام الشرق الغامقة .. أهرب للماضي بين جدران المماليك .. حيث زمان سافر بلا رجعه .. وتفاصيل تتكلم بأن الأرض ليست جنة الله .. أعود بعدها للحاضر كارهاً للكتابة الواقعية .
أوزوريس
سألني هل كان أوزوريس قديساً ؟ ... قلت : ربما .. قال : فلماذا ترك النساء الجميلات تداعبنه في ساحة المعبد المهجور .. هل سمعت إيزيس الصفراء صرخات الخيانة .. قلت: ربما نعم .. هكذا شيد وادي المتعة في بهو مكتبه الفخيم .. حتي تمر الحسناوات منه إلي حجرة المرحوم بسهولة.
جدتي
قالت : جدتي .." القمح والخير لا ينبت إلا بالسعي" .. أبحث عنه بعيداً .. حيث يعيش الحلم .. كانت تلك نصيحتها المتكررة .. رحلت عن عالمنا .. وتركت أسئلتي بلا جواب .. حين تعبت قدماي من الجري وراء الخير .. سألت الشر عنه .. قال: لقد خدعتك جدتك .. في المال ستجد الخير .. هو يسكن تحت أقدامي .. تقبل الشر أولاً .. قلت: ولكني أصدق جدتي.
عودة
آذان الفجر يلح بالعودة .. تركتها في تلك الحانة الصغيرة علي أطراف شارع الهرم .. ولم يتركني بُؤسها .. لم أعد سعيداً مثلها .. أحلام غدها مازل باهتاً .. طرقات الشاكوش دقت بعنف فى رأسي .. صوتها المبحوح لم يحتمله نسيم الصباح .. دعوتها للعودة معي .. تحاملت علي نفسها ...خلعت روحها .. ألقت بها في قارعة الطريق .. جرت عارية.
عامل
حكي لي بأنه عندما قذفه قطار الصعيد في طائفة المعمار والمقاولات .. حمل علي أكتافه الجائعة .. الرمل والزلط.. قلت: السعر مازال مرتفعا .. الشقة ضيقة .. قال: ابدأ .. لا تستطيع الأغاني تحمل تلك المعاناة .. تركته ويده الطرية .. تعلن الغني.
إفلاس
تمني الهدوء.. هرب مع ما تبقي من سعادة .. حمل في عقله بعض الحكاوي القديمة .. صوت حجر النرد علي قهوة الأحلام.. منحه لحن تائه بصوت الناي .. ترك له بعض الملل ومحفظة تقاوم الفراغ.
